Pages

Friday, November 28, 2008

المواجهة

تمر الأيام بطيئة بعد رحيلها
قراءة الجريدة كانت من الأعمال المستحيلة فى حضورها
الآن يستطيع انهاء قراءة الجريدة فى هدوء فى نصف ساعة فقط
لماذا كانت تضايقه كلما امسك بجريدته اذا كان سينهيها فى نصف ساعة فقط
لو كانت تعلم لربما تركته يقرأها فى هدوء فى الصالة
كان يداريها فى ملابسه ويتذرع بالإسهال ليقضى وقتا أطول بدون ازعاج
استيقظ واعد فطوره واستعد للنزول لعمله
وقف امام الدولاب لا يدرى ماذا يفعل
كانت تختار له ملابسه دائما وكانت تدرى تماما ماذا يلائمه
لم يكن يهتم كثيرا بما تقوله فى هذا الصدد
"كلها هدوم وخلاص" اما هى فكانت تشرح له دائما لماذا من الافضل ان يرتدى البنطلون الغامق على القميص الفاتح ، كان يتصنع الإنصات بينما يفكر فى اشياء كثيرة اخرى
اما الآن امام الدولاب بدات اذنه تخدعه مرة اخرى وتهيىء له انه يسمع صوتها "مش اى قميص على اى بنطلون! مش اى هدوم وخلاص!" كان يخاف ان يسىء الإختيار فتعنفه مثلما كانت تفعل
ولكنها غير موجودة لتعنفه او لتختار ملابسه لقد رحلت وتركته ليختار ملابسه بنفسه
للحظة شعر بالسعادة لانه سيقرر لنفسه ماذا يريد ولكنه امام الدولاب فقد كل احساس بالحرية واستبدله باحاسيس الإضطراب والضياع
شعوره بالأمان كان فى ان يختار لنفسه ما كانت تختاره هى بالظبط
"اه لو تعلم اننى اخرجت هذا القميص بيدى لأرتديه" ابتسامة على وجهه لا تمسح كل احاسيسه بالضياع
ذهب لعمله وبعد ان انتهى وقف فى الشارع اسفل مقر عمله يفكر
هل اعود للمنزل؟ هل ابحث عن مطعم لآكل؟ هل اذهب لزيارة اخى ؟ هل ادخل سينما؟
هل اقضى بعض الوقت فى التمشية على شاطىء البحر؟
بدأت البدائل تنهال على راسه المتعب اصلا
اصبح الاختيار صعب لان كل بديل امر من الآخر
هل يعود للمنزل ليجلس يحرس الحوائط؟ هل يبحث عن مطعم ليأكل .. ولكنه لم يستسيغ يوما طعم اكل المطاعم .. لقد كانت هى افضل مطعم زاره؟ هل يذهب لزيارة اخيه .. ولكنه قد يبكى عندما يرى زوجة اخيه التى هى اخت زوجته .. فالشبه بينهما يؤلمه الآن بعد ان كان يسخر منه سابقا "هو انا هنا شايفك وعند اخويا شايفك برضه، يعنى اروح منك فين؟" وكانت هى تضحك دائما
وكانها كانت تعرف انها ستحاصره دوما حتى بعد رحيلها
هل يدخل سينما .. ولكنه لم يعد يفهم ما يقولون .. اخر مرة ذهب للسينما كان معها وقضى باقى اليوم يعانى من صداع شديد؟
هل يذهب للتمشية على البحر ...... ؟
ربما هذا هو افضل بديل الآن
توجه لشارع البحر ونزل النفق ليعبر للجهة الأخرى
كان النفق مظلم جدا ... سواد وصوت خطوات الناس هذا كل ما ادركته حواسه فى النفق
مد يده ليلمس الحائط .. الحائط هو العوامة الوحيدة فى بحر الظلام
ظل يتقدم بخطوات بطيئة للامام بمحاذاة الحائط
كلما تقدم للأمام كلما زادت الظلمة وخفت الخطوات
هل يعود ام يرجع
سمعها تناديه "انت واقف ليه؟ انت خايف؟" لا انا مش خايف
انتِ فين؟ انتِ .... هل اصبحت مجنونا الآن؟
"ليه ماروحتش علطول؟ مش تبطل حركاتك دى؟ تقعد تلف وتسيبنى قلقانة؟
انتِ فين؟ انا مش شايفك .. انتِ فين؟
"حلو القميص ده .. فاكر ده اللى جبتهولك السنة اللى فاتت فى اول الصيف"
أنتِ فين؟ أنتِ هنا؟ أنتِ فى النفق؟
"مش عايز تشوف وش اختى؟ سمعها تضحك .. زمان وشى ده هو اللى خلاك تجرى ورايا"
أنتِ فين؟ انتِ فين؟ انتِ مش موجودة .. انتِ صوت فى عقلى وبس
"متأكد؟"
أنتِ مش موجودة .. انا مش مجنون .. انت خلاص مش موجودة (كان يصرخ ويلوح بيده) أنتِ مش موجودة
انا لوحدى .. انتِ سيبتينى خلاص
انا مش حاسمحلك تجنيننى
" بس انا لسه موجودة على الاقل جوة عقلك .. لحد دلوقتى لسه ماقلتهاش ولحد ما تقلها حافضل موجودة"
اقول ايه؟ اقول ايه؟ انا ايه اللى باعمله ده؟ انا باكلم نفسى
لا انا مش حتجنن
"بتهرب علشان ماتقلهاش"
لا ... لا ... ماحدش بيكلمنى ... انا لوحدى فى النفق
"قولها"
اسكتى بقى .. اسكتى .. انا مش عايز اكلمك .. انتِ هلاوس فى عقلى انتِ مش موجودة
"قولها"
اخرسى ... قلتلك اخرسى
"قولها .. الكلمة حتحررك"
انتِ ايه معندكيش قلب؟
"قولها ... قولها"
بدأ صراخه يعلو ولفراغ النفق كان لصوته صدى قوى يرج اطرافه
"قولها"
انتِ خلاص ... مش موجودة .. عايزة ايه تانى؟
"عايزاك تقولها"
مش قادر .. مش قادر انك ... مـ
"قولها"
أنتِ مـيتة
وخرجت كل شياطين الحزن التى كان يسجنها فى وجدانه
وبكى وبكى وبكى
فى النفق المظلم تحت الشارع كان هناك رجلاً يبكى كما لم يبك من قبل
وفوق الشارع كانت السيارت تجرى غير عابئة بما يجرى تحتها
كانت المحلات تمتلىء بالناس السعيدة .. اب وطفلته .. عريس وعروسه .. اصدقاء يمرحون على الشاطىء
كانت الحياة فوق الشارع حية نابضة متحركة
اما فى التفق فالحياة كانت متوقفة ميتة ساكنة
كان هناك رجلا وحيدا حزنه يقتله يبكى وينعى حياته بعد فراق محبوبته
هل يعلم ذلك الشاب الذى يجلس على السور بجوار حبيبته ويمطرها بكلام الغزل ان تحت قدميه رجلا يبكى كان يجلس مكانه من ثلاثين سنة يغازل محبوبته قبل ان يتزوجا وتجمعهما عشرة سنوات طوال
سيبتينى ليه؟ انا مش قادر اقعد فى البيت؟ مش عارف اعمل حاجة من غيرك؟ انتِ وحشتينى قوى؟
"دلوقتى حتقدر ترجع البيت وتعيش فيه .. دلوقتى حتقدر تعيش حياتك من غيرى .. دلوقتى حتقدر تنسانى"
انا !! انا .. تعبان قوى !! نفسى ترجعى تانى !! انا ..
"انا خلاص حاسيبك .. انت دلوقتى خلاص اتحررت "
لا ما تسيبنيش .. صوتك ده اللى فاضل لى
"عيش .. عيش"
وبدأ صوتها يخفت ورجعت اصوات الخطوات تعلو من جديد
مسح دموعه وولمح ضوءا فى آخر النفق فإتجه إليه
وصعد السلالم واستقبلته نسمة هواء قوية برائحة البحر صفعته "عيش" ابتسم ونظر حوله ليرى الحياة مرة أخرى
اخذ يمشى على البحر الى ان كلت قدماه وهو يراقب الناس من بعيد ويضحك معهم
اخذه الاحساس بنشوة الحياة واستولى على قلبه
عبر شارع البحر من فوق مارقا وسط السيارات .. فالنفق مظلم ومخيف
مر بالسوق واشترى ما يملأ 3 ثلاجات
عاد لمنزله ودخل مطبخه واعد لنفسه طعاما لأول مرة منذ شهرين
جلس على الكرسى المواجه لصورتها وقال "بقيت باطبخ اهه"
فتح التليفزيون وظل يعبث بالريموت
امسك التليفون واتصل باخيه: "انت فاضى بكرة؟ اصلى عايز آجى اسلم على العيال"
اغلق السماعة وهو يفكر فى هدايا لأطفال اخيه
احل به التعب فقام وقبل صورتها واغلق التليفزيون ودخل لحجرة نومه التى هجرها منذ ان رحلت ونام

Tuesday, August 5, 2008

وداعا ابى مرة اخرى

"يا بتاع الروبابيكيا اطلع هنا شوية"
فى يوم مثل كل يوم قررنا ان نمسح ذاكرتنا قطعة قطعة
كنا بدأنا هذا الجهاد المقدس بالتخلص من أشياء والدى
ولكن الذكريات الكثيرة التى تملآ المكان مازالت المنتصرة وعلينا هزيمتها
المعركة مع الذكريات معركة مؤلمة اشد الألم
معركة مع فكرة او صورة .. لا يمكن الانتصار فيها ابدا
"نعمين يا هانم .. فيه قاعدة غسالة؟ ثلاجة قديمة؟ بوتاجاز قديم؟"
"لالا . . بص فيه الحاجات دى . تنفع؟"
نظر ماسح الذكريات الى قطع امامه ولم يفهم شيئأ
"ايه ده يا هانم لامؤاخذة؟"
"دى تايبرايتر .. اسفة اقصد آلة كاتبة .. دى من برة ودى كمان دى مكنسة بالكهربا ألمانى من برة ... ودول شوية صوانى صاج قديمة"
"ايوة يعنى دى بتاعة ايه؟"
ماسح الذكريات بدأ يضغط على اوتار الاحساس بالذنب
كيف يا جاهل لا تعلم ماهى الآلة الكاتبة؟ الم ترها من قبل؟
"هه يا هانم ؟ بيعملوا بيها ايه؟"
"بيكتبوا بيها .. قبل ما يطلع الكمبيوتر كانوا بيكتبوا فيها"
"بس يا هانم دى علبة ..... اقصدى يعنى ... "
"اه فهمتك .. دى آلة كاتبة المانى وكانت احدث موديل علشان كده شكلها صغير شوية"
ضغطت على ازرار جانبية فمال الغطاء الابيض النقى للخلف لتظهر ازرار الآلة الكاتبة
بهر ماسح الذكريات قليلا من العلبة السحرية ثم عاود حالة البله مرة اخرى
"بس يا هانم دى ماحدش بيستعملها دلوقتى"
"امال يعنى لو كنت باستعملها حابيعها ليه؟"
"طب يا هانم ماحدش حياخدها منى؟ مفيش عندك قاعدة غسالة؟ ثلاجة قديمة؟ بوتاجاز قديم؟"
اذا علم الناس قيمة هذه الآلة الكاتبة لاشتروها
كم من ذكريات تحيط بها
"هو ده اللى عندى .. حتاخده ولا لا؟"
"ودى عايزة فيها كام يا هانم؟"
كام !!!!!!! اريدك ان تدفع لى الليالى الطوال التى سهر عليها ابى وهى يكتب عليها رسالة الدكتوراة
اريدك ان تدفع لى عدد المرات التى كنت اجلس عليها اعبث بازرارها عندما كان ابى يقوم من على مكتبه
..............
مشهد بالابيض والاسود جال بخاطرى عندما كنت اجرى نحو مكتب ابى واقف على كرسيه والبس نظارته وامسك قلمه واشخبط فى ورقه ثم ادوس على الازرار واستمتع بصوت التكتكة الى ان ياتى ابى وينقذ الآلة من عبثى وهو يضحك
لما تكبرى انتى كمان اعملى زى وذاكرى علشان تبقى دكتورة وحاجيبلك ماكنة تبقى بتاعتك لوحدك
................
اريدك ان تدفع لى الصور التى اخذها لى ابى وانا اجلس عليها اتقمص شخصيته وهو يكتب
......
كان ابى يهوى التقاط الصور الحقيقية التى لا يمثل الناس فيها الابتسام
عندما رآنى ابى اتقمصه هرع الى كاميرته ليصورنى
صورتى وانا البس نظارة ابى التى تملا وجهى كله وانا امسك قلمه واسند على ازرار الماكينة فى البوم ذكرياتى التى اعود اليه كثيرا
هذه هى الآلة التى كنت اعبث بها
............
اريدك ان تدفع لى جزء جميل من ذكرياتى ابيعه بيدى
هذه الآلة عمرها مثل عمرى ولكنها انقى منى
فلا تحمل الا لمسات ابى واثار حبر حروفه على رسائله العلمية
اما انا فاحمل كل الاحباطات والالم التى فرضت علىّ
"يا هانم !!!! "
"نعم"
لماذا اصرخ به؟
هل هو المسئول عن قرارى بمسح ذكرياتى
"كام؟"
"معرفش قول انت"
"25 جنية"
"نعم!!!!!!!!!!!!! باقولك ماكينة المانى وبعدين انت مش شايف الماكنة نضيفة ازاى دى كانها جديدة"
"ايوة يا هانم بس ماحدش بيستعملها"
كيف اشرح له ان هذه الآلة هى الآلة التى كان يستخدمها المتخصصون لكتابة رسائلهم العلمية
كيف اشرح له ان من كان يملك آلة كاتبة فى منزله كان كمن يمتلك سيارة
بعد طول عناء وحوار مماثل لبيع المكنسة والصوانى
دفع ماسح الذكريات 70 جنية لشراء حوالى عشر سنوات من عمرنا
عندما اغلق ماسح الذكريات غطاء الآلة واستعد للرحيل كدت اصرخ متراجعة عن البيع
آلة صماء لم استخدمها فعلا فى حياتى اشعر بارتباط مرضى بها
اشعر انى اقول لابى وداعا مرة اخرى

Tuesday, June 24, 2008

يوم الاجازة

فتحت الشرفة وتطلعت للسماء
"الحمدلله الجو ليس شديد الحرارة اليوم"
فاليوم عطلتها وتتمنى ان تقضيه خارج المكاتب المغلقة و الشقق المكدسة بالأثاث
اخذت كتاب تحاول ان تنهيه منذ شهور و لاتجد الوقت ووضعته فى الحقيبة مع المحمول، نظارة الشمس ومفاتيح السيارة
نزلت من المنزل وبدأت تنظر للشارع كأنها لم تراه منذ فترة برغم انها تذهب لعملها يوميا وتخرج فى المساء ايضا، الا ان الشمس التى تملأ المكان فى وسط النهار كانت قد نستها تماما
ففى مثل هذا الوقت من اليوم تكون خلف مكتبها تحدق فى شاشة الحاسب
لا ترى الشمس ... ولا تشعر بالنسيم
اضاءة نيون وتكييف بارد دائما
هذا هو مخبأها - تعتقد دائما ان مكتبها هو مخبأ لمصاصى الدماء - فهم فقط من لا يحبون الشمس او الهواء ويفضلون الاضاءة النيون والتكييف البارد دائما
...
ركبت السيارة وفتحت الزجاج حتى تشعر بالهواء الساخن وهو يلفح وجهها ووضعت شريط موسيقى فى كاسيت السيارة
ذوقها فى الموسيقى لا يعجب احدا
تفضل الموسيقى الغربية الكلاسيكية حتى وان كانت لا تفهمها
"اشعر ان هناك مثقاب فى اذنى عندما اسمع ما تسمعون"
دائما ما تعبر عن آرائها بطريقة سخيفة تزعج صديقاتها
...
وصلت للنادى واختارت مكانا بجانب المسبح
مدت قدميها واخرجت كتابها وبدأت تقرأ
مرت نصف ساعة فى هدوء وكانت سعيدة جدا
حدثت نفسها بالنعم الكثيرة التى تستمتع بها "هواء نقى، منظر لطيف، هدوء .. اخيرا ساقضى يوم عطلة لطيف"
كل الطاولات حولها كانت خالية ما عدا اثنين
كانت هناك فتاة تجلس وحدها ويبدوا انها تنتظر احدى صديقاتها
كانت الفتاة تتمدد تحت الشمس بالمايوة بعد ان غطت جسمها بكريمات ضد الشمس
وعلى طاولة اخرى جلست صديقتين منشغلتين فى حديث صاخب
بعد ساعة أشارت للنادلة "كوب نسكافية لو سمحتِ"
مرت بجانب النادلة سيدة عجوز يبدو من ملامحها انها أجنبية وجلست على طاولة قريبة منها
يبدو ان الجميع يعرفها ويحيوها
بدأت تشرب النسكافية ببطء وهى تنظر فى ما حولها كله بما فيها السيدة العجوز

شعرت ان السيدة العجوز ترقبها ايضاً فهزت رأسها تحييها وردت السيدة التحية
شعرت بالحرج فلابد ان السيدة ظنتها تحدق فيها
حاولت ان تنشغل بالحركة حولها
"لا افهم أبدا لماذا يرتدى الناس المايوة ليستلقوا فى الشمس ولا يسبحوا "
اثارها منظر الفتاة المتمددة فى الشمس
"من المفترض ان الممتع هو السباحة وليس الاستلقاء فى الشمس، ما الذى يجعل الناس تتمدد فى الشمس لتحترق"
...
قامت السيدة العجوز من مكانها وأتت اليها
السيدة "صباح الخير"
الفتاة "صباح النور"
السيدة " كيف الأحوال؟"
الفتاة "نعم؟ "
السيدة " كيف الأحوال؟"
الفتاة "الحمدلله"
السيدة "أتأتى هنا كثيرا؟"
الفتاة " كلا. يوم العطلة فقط"
السيدة "اهه. لهذا لم ارك من قبل. انا آتى كثيرا"
همت الفتاة ان تقول طبعا واضح فهم يرحبون بك ولكن تراجعت حتى لاتظن السيدة انها كانت تراقبها
الفتاة "يبدو من لهجة حضرتك انك اوروبية"
السيدة "نعم فانا انجليزية ولكنى اعيش هنا منذ سنين"
لحظة صمت ... حاولت الفتاة ان تفتح اى موضوع ولكن سوء ادائها الاجتماعى دائما جعلها مترددة
السيدة "انا ام فريال وأنتِ؟"
الفتاة "نعم ؟؟؟"
السيدة "أم فريال"
الفتاة "آسفة لم أسمع الاسم جيدا"
السيدة "ام فريال .. "
هذه نكتة حتما سيدة انجليزية بيضاء تتكلم العربية بلكنة واضحة تعرف نفسها بأم فريال!! هل كانت المدة التى عاشتها فى مصر طويلة لهذا الحد؟ تعلمت تعريف نفسها بأسماء أبنائها
يبدو انها عاشت مع صعايدة
فلم تقول اسمها او لم تنسب نفسها لزوجها كأن تقول مدام فلان
بدت لحظة طويلة وهى تفكر فى كل ذلك بينما السيدة تنتظر منها الاجابة المنطقية لجملتها
بأن تعرف نفسها ايضا
أفاقت من حوارها الداخلى وأكملت حديثها مع السيدة العجوز واستمر الحديث ربع ساعة
وفجأة قالت السيدة "أتركك الآن لكتابك"
وقامت وذهبت للطاولة التى كانت تجلس عليها قبلا
كما أتت بدون دعوة قامت بدون انذار
لم تلتفت الفتاة لما حدث حولها أثناء حواراها مع السيدة العجوز
فقد أتت مجموعة من الفتيات فى أوائل العشرينات من عمرهن وجلسن فى الطاولة التى أمامها مباشرة
خلعن أرديتهن وجلسن أمام المسبح يستمتعون بالشمس والمايوة ايضا
أشرن للنادلة اشارة لها معنى فبدأت الموسيقى الداخلية للمكان تصدح بأعلى صوتها
قامت الفتيات يرقصن حول المسبح
جحيم: وصف ما يحدث حولها
اغانى سيئة بصوت عال ومجموعة من الفتيات يتراقصن حولها وهم يدخنون ويرددون كلمات الاغنية
حاولت ان تنشغل عنهم بكتابها
ولكن الصوت العالى واشتباكهم فى الكراسى من آن لآخر منعها من ان تفهم حرفا مما تقرأ
ما الحل اذن؟ هؤلاء الفتيات لديهم الأسبوع كله ليلهون كما يريدن ولكن انا لا املك الا اليوم لاسترخى قليلا
هل لو حاولت ان افهمهن هذا سيتفهمن؟
وضحكت على نفسها وتفكيرها الساذج
بعد عشر دقائق اعلنت الاستسلام ووضعت كتابها فى الحقيبة مرة اخرى وذهبت
كانت تغلى وهى تفكر بانها لم تهنأ سوى بساعة واحدة فقط ومازال اليوم فى اوله وهى مضطرة للعودة للمنزل مرة أخرى
بئس الاجازة